لا تسير قافلة أيامك ولا حياتك على وتيرة واحدة ، رحلتنا في هذه الحياة طويلة ممراتها عديدة ، وفرصها كثيرة ، منحنياتها مختلفة ، سنة هذه الحياة أنَّ كل شيء فيها متغير ومتبدل ، مهما واجهك في هذه الرحلة ، الحياة مستمرة دوماً إلى الأمام ، لا بقاء فيها على حال ، ودائماً في كل بداية تكمنّ نهاية ولكل نهاية هدف إما أنَّ تقف عند هذا الهدف وتكتفي أو تبدأ في عدة رحلات جديدة ، كل انطلاق يليه وصول ، وتمضي الأيام بكل ما تحمل ولا تقف ، كل شيء فيها عابر ، اليوم حال وغداً حالاً آخر ، لا دوام على حال أبداً ، تنقضي مرحلة لتبدأ أخرى ، وينتهي أمر ليأتي آخر ، كتعاقب الليل والنهار ..
في شريط السنة الماضية أحداث عميقة ، متراكمة متتالية ، جائحة نتج عنها إصابات ووفيات سببت المتاعب والتباعد ، ثم بعدها عدة رحلات مرت قافلتنا بها وكان في طياتها التحلي بالصبر والحذر ، تعلمنا الكثير والكثير فيها وأن فعلاً لا بقاء على حال ..
لكن يا ترى هل ستنطلق قافلتك بالمسار الصحيح ؟
وهل فعلاً ستصل بها إلى النقطة المطلوبة ؟
ويا ترى هل فعلاً تعلمت من رحلاتك السابقة أم كانت رحلة خرجت منها مكفوف الأيدي ؟
( استمر في رحلتك لكن تعلم )
تعلم من ثغراتك من المنعطفات التي واجهتك من محيطك من حياتك من واقعك ...
تعلم لأن فعلاً لن تصل هذه القافلة دون أن تتعلم ...
قال الله تعالى :
( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)
أمجاد سعد
الاثنين ١٤٤٢/٦/١٩هـ