ليلة لم أعلم بمرارتها ولا تفاصيلها الموحشة ، سبقتها ليالي لم أكن هادئة البال ، فكر شارد ، قلب متلهف لرويتك ، شوق لحديثك
كان كل شيء حولي يشير للانهيار
حتى تلك الليلة التي انتزعت كل فرح مر على قلبي .
ليلة اشتد فيها البرد بظلام دامس لا يرى فيه حتى شعاع النور
ليلة كساها الدمع والأنين بزوايا البيت وحديث أمي الموت وقدر الله أرحم من جميع الخلق ودعواتها اللهم أسكنه فسيح جناتك واغفر له . كانت تدعو بقلب تعلوه السكينة
غطاء يخبىء ملامح حزني ونظارة سوداء تخفي دمع رجال للتو نثروا التراب على جسد والدهم .
أمي إخوتي أقاربي صديقاتي وددت لو أني أتملك كل هذه الجرأة لأصرخ بصوت عالٍ قلبي ينترع لفراقه لكن دعواتكم وذكركم لمحبته كانت تطبطب على قلبي المسكين .
لم أكن أعلم أن الفراق بهذه البشاعة وأن ألم فقدك يا أبي يزداد يومًا بعد يوم وأن كسر قلبي بين يدي الرحمن فلا شافي له إلا هو .
طبت في مرقدك حتى ألقاك في فردوس لا فراق بعده .
ابتهاج آل مبارك
المشرفة على قسم المقالات بالصحيفة